2010/10/08


نظرا ً لملاحظات الأصدقاء والقراء فقد تم تعديل القصة إلى اللغة العربية ( الفصحى )
أمل .. وألم
( في غرفتي )
استيقظت على صوت والدتي وهي تطلب مني أن أصحوا من نومي
الوالدة : محمد هيا استيقظ الساعة التاسعة .
محمد ( يتثاوب) : حسنا ً .
الوالدة : سأذهب لتجهيز الإفطار .
خرجت الوالدة من الغرفة نظرت لهاتفي فإذا بمكالمات من صديقي تركي تنهال علي
تذكرت أننا سنذهب للتقديم في الجامعة الساعة 9 ونص ، فالأسبوع الماضي تخرجنا من الثانوي ، الغريب في الأمر أن جهد 12 سنة من التعب والجد والإجتهاد يتلخص في مجموع ثاني وثالث ثانوي واختبار القدرات والتحصيلي !! ( ما هذا النظام ؟!! )
قطع تفكيري صوت أمي تنادي للإفطار ، غسلت وجهي ولبست ملابسي وخرجت للإفطار .
( على مائدة الإفطار )
محمد : السلام عليكم
رد الجميع وعليكم السلام .
الوالد : صباح الخير ، أين كنت ؟ .
محمد :كنت منشغلا ً .
الوالد : متى ستقدم أوراقك للجامعة .
محمد : بعد قليل.
الوالد : الله يوفقك .
محمد : آمين .
الوالدة وهي رافعة يديها بالدعاء: اللهم وفق إبني محمد وارزقه الوظيفة الحسنة.
محمد : آمين
(قاطعهم صوت جوال محمد) .
تركي : السلام عليكم
محمد : وعليكم السلام .
تركي : لماذا كل هذا التأخير ، هيا بنا إلى الجامعة .!!
محمد:حسنا ً ، سأكون لديك بعد قليل.
تركي : حسنا ً سأنتظرك . ( انتهت المكالمة
محمد مخاطبا ً والديه : سأذهب ، هل تريدون شيئا ً قبل ذهابي ؟
الوالد والوالده : لا ، وفقك الله .
في السيارة
محمد مخاطبا ً تركي : أنا في الخارج .
تركي : دقائق معدودة وسأكون متواجد لديك .

بينما كنت انتظر تركي فإذا بزجاج السيارة يطرق ، عندما نظرت فإذا بسيدة كبيرة في السن تتسول انزلت زجاج السيارة ..
المتسولة : جزاك الله خير يا بني ، لقد حال بنا الزمن إلى الفقر وليس لدينا ما يكفينا للملبس والطعام وغيرها ، فالزوج كبير ٌ في السن والأبناء عاطلون بلا عمل .
محمد : أعانك الله وهذا مبلغ من المال عسى أن يكفيك بإذن الله .
المتسولة : جزاك الله خيرا ً يا بني .
عندما ذهبت المتسولة أبحرت في خيالي وبدأت اسأل نفسي : هل نحن أغنى دولة في العالم بالبترول ؟!! وهذا حال شعبنا !! نرسل المساعدات والإعانات للدول الأخرى وفي بلادنا من هو أمس حاجة ً منهم !! .
ليس هذا فقط التجار( الجشعين) رفعوا الأسعار ، ولجنة مكافحة الغش التجاري في سباتٍ عميق !! ، لا أعلم متى سيستيقظون ؟!! .
قطع حبل أفكاري صوت تركي وهو يفتح الباب ..
تركي : السلام عليكم .
محمد : وعليكم السلام ، لماذا كل هذا التأخير .!!
تركي : كنت منشغلا ً مع أخي ، يبدو أنني رأيتك تتحدث مع فتاة ماذا تريد منك ؟
محمد : الحمد لله على كل حال ، هذه إمرأة كبيرة في السن تتسول .
تركي : الحمد لله على كل حال ، أعاناها الله .
محمد : عندما ذهبت دارت في مخيلتي عدة تساؤلات ، هل نحن أغنى دولة بالنفط وشعبنا يتسول بالشوارع !! وأيضا ً البطالة منتشرة وهي أهم سبب للفقر ، والأدهى والأمر أن الأجانب مسيطرين على أكثر الوظائف الطب ، والهندسة ، والإدارة ... الخ . لا أعلم متى ستنتهي هذه المشاكل ؟!
تركي : لقد صدقت .
محمد : هيا بنا لقد وصلنا .
( في قاعة التقديم )
بينما كان تركي ينتظر دوره سرح في خياله :
أفضل لحظات حياتي بعد تسلمي لورقة القبول سأدرس وأتخرج بإذن الله وأكمل الماجستير والدكتوراه ، وأجعل رأس والدي عاليا ً وهم يفتخرون بي بين الأقارب والأصدقاء ، سأشتري السيارة التي كنت أتمناها ، وأتزوج من فتاة أحلامي ، آآآه متى ستأتي تلك اللحظات .
قطع حبل أفكاره صوت الموظف وهو ينادي باسمه دخل وكله فرح وسرور بإن القبول سيكون من نصيبه بإذن الله .



( بعدما انتهى التقديم )
عاد تركي وهو في حالة سيئة وركب السيارة والعصبية واضحة عليه لم أخاطبه مراعاة لشعوره لكنه لم يلبث قليلا حتى بادر بالكلام

تركي : هل تم قبولك ؟
محمد : نعم ، الحمد لله .
تركي : مبروك .
محمد : الله يبارك بك ، وأنت هل تم قبولك ؟
تركي ( بحزن ) : لقد اكتمل التخصص ، لكن الذي جعلني أشعر بالغضب .
عندما قدمت أوراقي قال الموظف : التخصص اكتمل وابحث عن تخصص آخر
قلت : الحمد لله لعله خيرا ً، لكن ما أثار عصبيتي عندما خرجت دخل أحد الطلاب
و بدأ الموظف يرحب ويستفسر عن أحواله وأحوال والده .
وقال الموظف : أين أوراقك ؟ فاخرج له الأوراق .
وقال : التخصص متاح وهو مثل تخصصي ! وناوله ورقة القبول .!!
رجعت للموظف وقلت له : ألم تقل إن التخصص غير متاح ؟
رد الموظف ( بلا مبالاة ) : نعم.
تركي : إذا لم قبلت هذا ؟
الموظف : ليس من شأنك .
تركي ( بعصبية ) : احترم نفسك ، واعلم أن فوقك رب لا يضيع لديه حق !!
الموظف ( بسخرية ): نعم ، وهل هناك شئ آخر ؟!!
تركي : لقد الجأت أمري إلى الله ليأخذ حقي من هذا الظالم .
تركي يخاطب محمد : بسبب الواسطة تضيع آمالي وأحلامي .
محمد ( بمواساة ) : لا تقلق ، ربما لم يكتب لك الله رزقك في هذه الوظيفة .
تركي ( بحزن ) : ونعم بالله .
محمد : هذه ليست نهاية المطاف هناك الكثير من التخصصات ؟
تركي : نعم ، أنت محق .

تمت ،،


بريشتي / محمد الشمري

read more "قصة أمل.. وألم"
 

زوارنا